جراحة قص المعدة

جراحة قص المعدة، أو استئصال المعدة العمودي، هي نوع شائع من جراحة فقدان الوزن (جراحة السمنة) التي تساعد الأشخاص على تقليل الوزن من خلال تقليل حجم المعدة بشكل كبير. غالبًا ما يختارها المرضى الذين يعانون من السمنة ولم ينجحوا في طرق فقدان الوزن الأخرى. إليك نظرة عامة على الإجراء، وفوائده، ومخاطر، ومدة التعافي.

كيفية عمل جراحة قص المعدة

في جراحة قص المعدة، يتم إزالة حوالي 75-80% من المعدة. تأخذ المعدة المتبقية شكل أنبوب ضيق أو ;كم او ردن، مما يقيد كمية الطعام التي يمكن تناولها في وقت واحد. كما أن حجم المعدة الأصغر يقلل من إنتاج هرمون الجريلين، وهو هرمون يحفز الشعور بالجوع، مما يمكن أن يساعد في تقليل الشهية. يتم إجراء هذه العملية باستخدام المنظار، مما يعني أن الجراح يقوم بعمل عدة شقوق صغيرة ويستخدم كاميرا لتوجيه العملية، مما يؤدي إلى تقليل الألم، وتقليل المضاعفات، وتسريع التعافي مقارنةً بالجراحة المفتوحة.

فوائد جراحة قص المعدة

1. فقدان وزن كبير: يفقد العديد من المرضى 50-60% من وزنهم الزائد خلال السنة أو السنتين الأوليين بعد الجراحة.
2. تحسين الحالات المرتبطة بالسمنة: غالبًا ما تتحسن أو تختفي حالات مثل مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم، وتوقف التنفس أثناء النوم، ومشاكل المفاصل مع فقدان الوزن.
3. تقليل الشعور بالجوع: يمكن أن يساعد انخفاض هرمون الجريلين في تقليل الشهية، مما يسهل الالتزام بنظام غذائي منخفض السعرات الحرارية.
4. وقت إجراء وتعافي أقصر: مقارنةً بجراحات السمنة الأخرى مثل تحويل مسار المعدة، فإن استئصال المعدة العمودي يستغرق وقتًا أقل في العملية وغالبًا ما تكون له مضاعفات أقل.
5. عدم وجود أجسام غريبة: على عكس ربط المعدة القابل للتعديل، لا يتم وضع أي أجسام غريبة في الجسم، لذا لا حاجة للتعديلات أو خطر المضاعفات المرتبطة بوجود حزام او بالون المعدة.

المخاطر والمضاعفات المحتملة

كما هو الحال مع أي جراحة كبرى، تحمل جراحة تكميم المعدة مخاطر ومضاعفات محتملة:

1. التسرب: هناك خطر من التسرب على طول الخط الاساسي للمعدة، مما يمكن أن يسبب عدوى ومضاعفات خطيرة أخرى.
2. جلطات دموية: تزيد الجراحة من خطر حدوث جلطات دموية، خاصةً لدى المرضى الذين يعانون من السمنة.
3. نقص العناصر الغذائية: على الرغم من أن جراحة تكميم المعدة لا تغير الأمعاء، قد لا يزال المرضى يعانون من نقص في العناصر الغذائية مثل الحديد والكالسيوم والفيتامينات B12 وD إذا لم يتبعوا المكملات الموصى بها.
4. مرض الارتجاع المريئي (GERD): قد يصاب بعض المرضى بارتجاع الحمض أو تتفاقم حالتهم بعد الجراحة.
5. الغثيان والقيء: بسبب حجم المعدة المنخفض، قد يعاني المرضى من الغثيان إذا تناولوا الطعام بسرعة أو بكميات كبيرة.

التعافي وتغييرات نمط الحياة

يتطلب التعافي من جراحة قص المعدة عادةً البقاء في المستشفى لمدة يوم إلى يومين، ويمكن للمرضى عادةً العودة إلى الأنشطة الطبيعية خلال 2-4 أسابيع. ومع ذلك، فإن الالتزام بتغييرات نمط الحياة ضروري لتحقيق النجاح على المدى الطويل:

1. تغييرات غذائية: يبدأ المرضى بنظام غذائي سائل، ثم ينتقلون إلى الأطعمة المهروسة، وأخيرًا يعودون إلى الأطعمة الصلبة خلال الأسابيع الأولى بعد الجراحة.
2. التحكم في الحصص: يحد حجم المعدة الأصغر من كمية الطعام المتناولة، لذا يحتاج المرضى إلى تناول وجبات أصغر.
3. ممارسة الرياضة بانتظام: تصبح ممارسة الرياضة جزءًا حيويًا من الحفاظ على فقدان الوزن، ويبدأ العديد من المرضى بأنشطة منخفضة التأثير ثم يزيدون الشدة تدريجيًا مع مرور الوقت.
4. مكملات الفيتامينات والمعادن: لمنع نقص العناصر الغذائية، يُنصح عادةً المرضى بتناول مكملات يومية تشمل الفيتامينات المتعددة والكالسيوم وأحيانًا الفيتامين B12 أو الحديد الإضافي.

من هو المرشح الجيد لعملية قص المعدة؟

توصى جراحة قص المعدة عادةً للأفراد الذين:

لديهم مؤشر كتلة الجسم (BMI) يبلغ 40 أو أعلى (سمنة مفرطة) أو BMI يبلغ 35 أو أعلى مع حالات صحية مرتبطة بالسمنة.

لم ينجحوا في طرق فقدان الوزن غير الجراحية مثل الحمية الغذائية أو ممارسة الرياضة أو الأدوية.

هم مستعدون جسديًا ونفسيًا للتغييرات في نمط الحياة المطلوبة بعد الجراحة.

النتائج طويلة الأمد

تعتبر جراحة قص المعدة فعالة للغاية لفقدان الوزن على المدى الطويل وتحسين جودة الحياة. تظهر الدراسات أنها تساعد العديد من المرضى على الحفاظ على فقدان الوزن لسنوات عديدة، خاصةً عند الاقتران بالالتزام بتغييرات نمط الحياة. بشكل عام، يمكن أن تكون جراحة قص المعدة خيارًا يغير الحياة لأولئك الذين يعانون من السمنة، حيث تقدم فقدان وزن كبير وفوائد صحية. ومع ذلك، يعتمد النجاح بشكل كبير على الالتزام بالتوجيهات الغذائية وممارسة الرياضة بانتظام والرعاية اللاحقة المستمرة.